أزمة المازوت مثل كرة ثلج

ولاء العنيد:

أزمة إثر أزمة تعصف بالبلاد، وتضيق الخناق على المواطنين، وتجعل من ما يجب أن يكون يوماً عادياً بالنسبة لأي مواطن، يوماً شديد الصعوبة يحتوي على الكثير من العقبات، التي ما تلبث أن تبدأ،حتى يصعب توقع متى ستنتهي..

وها هي ذي أزمة فقدان مادة المازوت، ضربت بمفاصل الحياة المختلفة، وأبطأت عمل قطاعات عدة وسببت الشلل بأخرى غيرها، وهو ما يعتبر مشكلة كبيرة تؤثر على الحياة وأعمال كثيرة، مثلما فعلت أزمة الغاز التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، مع فقدان الأمل بانفراجها في وقت قريب، مما زاد من سوء الموقف فقدان المازوت،الذي يعد الوسيلة الأولى للتدفئة في شتاء العائلات السورية،والذي بسبب غلائه وندرته، استعاض المواطن عنه بوسائل التدفئة المختلفة ومنها الغاز رغم غلائه، وصعوبة الحصول عليه، ولكن اليوم ومع ارتفاع سعر لتر المازوت بشكل كبير، أصبح تأمينه أصعب، فما هو حال قطاع الصحة من مشافي، و مراكز طبية تخصصية التي يتطلب لاستمرار عملها الاعتماد على مولدات الطاقة، في ظل انقطاع الكهرباء لضمان عدم توقف أي من الأجهزة الطبية.

الحال كذلك بالنسبة للمعامل، والمصانع الصغيرة منها حتى الكبيرة تتوقف أعمالهم مع توقف الكهرباء، وسرعان ما يعاد تشغيلها على المولدات الضخمة، لضمان عدم تلفها او فسادها، كل هذا يؤثر على معادلة العرض و الطلب…مما يسبب ارتفاع سعر المازوت في السوق السوداء، فالطلب كبير جدا والكميات التي تضخ من قبل الدولة لا تلبي الاحتياجات، فلم تلبيها قبل أسابيع قليلة لدرء البرد عن الناس، ومازالت قاصرة أمام حاجة السوق المستمرة لهذه المادة…حتى قطاع المواصلات العامة يعاني دائما من قلة الكميات الموزعة، بغض النظر عن أزمات انقطاع المادة ليوم كامل، بين حين والأخر، مما يسبب بمضاعفة أزمة الطلب، وانتظار الباصات لساعات طويلة بالقرب من محطات الوقود، مما يسبب زحمة سير خانقة، وبالنسبة للمواطنين انقطاع بسبل الوصول  إلى أعمالهم ومنازلهم بسبب انخفاض أعداد الباصات المخصصة لكل منطقة، زاد من معاناة المواطن اليومية وصعوبتها.

إن عدم توفر مادة المازوت بالكميات المناسبة، سببت ارتفاع الأسعار بشكل غير منطقي في السوق، وفتح باب الاستغلال من جميع أطرافه، والمتضرر الأكبر هو المواطن السوري، فمن الضروري جداً أن يتم توفير مادة المازوت بكميات مناسبة تغطي الجزء الأكبر من حاجة البلاد، وأن يتم توزيعها حسب الأهمية بداية عبر توزيع مخصصات المواطنين للتدفئة،  إلى مخصصات قطاع النقل العام، الذي يؤثر نقص مخصصاته بشكل سريع، ومباشر على الشارع السوري الذي بات يحتاج  إلى خطوات جدية، تغلق باب الفساد في هذا المجال، وإيقاف تجار السوق السوداء، ومنعهم من استغلال الأزمات فيكفينا الحصار الاقتصادي، الذي فرض على البلاد، وما سببه من غلاء، وتضخم بالأسعار تنعكس أبرز تجلياته على الحياة المعيشية للمواطن السوري.

الجميع يتفهمون الوضع الحرج الذي تمر بها سورية، بسبب الحصار الجائر،لكن يبدو أن أسباباً أخرى تساهم في تفاقم الأزمات الناتجة عن هذا الحصار، وأهمها الفساد، واقتناص الفرص،مما يزيد من معاناة المواطن السوري.

العدد 1104 - 24/4/2024