اجتماع في بيروت لمنظمات شبابية

بمشاركة اتحاد الشباب الديمقراطي السوري عُقد في لبنان في8-9-10 آذار الجاري اجتماعٌ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، وذلك باستضافة اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني ومشاركة 16 منظمة من المنظمات العربية. ناقش الاجتماع جملة من القضايا التنظيمية والسياسية. وقد صدر عن الاجتماع بيانٌ سياسي سلط الضوء على التطورات الأخيرة في مجمل البلدان العربية.

وجاء في البيان:

استضاف اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني اجتماع المنظمات العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنضوية في اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي في بيروت في 8 و9 و10 آذار ،2019 وقد بحثت المستجدات السياسية في المنطقة والعالم. ورأت المنظمات أنه في ظل ازدياد الهجمة الإمبريالية العالمية وازدياد تناقضات الأزمة العامة للرأسمالية على المستويات السياسية والاقتصادية والفكرية، ينعكس ذلك معاناةً شعبية على كل المستويات، وتحديداً في منطقتنا العربية. كما أن مطالب الشعوب العربية بالعدالة والمساواة وبالكرامة والمشاركة  ظلت غائبة عن التحقق مما زاد من الاحتقان الشعبي في دول المنطقة. ورأت المنظمات أن التغيير نحو التقدم الاجتماعي والسياسي الشامل يشكل الضمانة في وجه الأطماع الامبريالية التي تشعل الحروب من خلال جيوشها وأدواتها الفاشية، في حين  تتصاعد مقاومة العديد من شعوب العالم ضد نهج السيطرة والإلحاق، ما يضع أحادية القطب الامبريالي أمام أفق التحول نحو نظام عالمي جديد حامل لخيارات الشعوب.

في ظل ذلك أكدت المنظمات المجتمعة على أهمية المواجهة والتصدي لمشاريع الهيمنة وتكريس السيطرة الامبريالية الهادفة إلى إضعاف دول المنطقة وضمان الأمن والاستقرار للكيان الصهيوني ومشاريعه التوسعية.

وفي هذا الإطار تؤكد المنظمات على ثوابتها الداعمة لحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في سجون العدو ورفع الحصار بشكل كامل عن غزة وكامل الأراضي الفلسطينية. كما نؤكد على دعم المقاومة بكل أشكالها ومسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة وانتفاضة الشباب في الضفة الغربية والقدس. كما ندعو إلى ضمان حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هُجّروا منها وإلغاء كافة أشكال التمييز العنصري ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وخاصة مناطق 48. وفي هذا الإطار نؤكد على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية، باعتبار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، من أجل التصدي لما يُسمّى صفقة القرن ومقررات مؤتمر وارسو ومحاولة تصفية وكالة الأنروا وتقليص خدماتها.

كما تدعو المنظمات إلى تحرير كل الأراضي العربية المحتلة في الجولان السوري ومزارع شبعا وكفرشوبا اللبنانية وعلى حق شعوب المنطقة بمقاومة الاحتلال والاعتداءات الصهيونية عليها.

في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة الإمبريالية على المنطقة وتسارع وتيرة الضغوط من قبل الدول الرأسمالية وتحالفاتها لإدماج الكيان الصهيوني في اقتصادات دول المنطقة عبر مشاريع الشراكة المزعومة في السياحة والطاقة وسكك الحديد كاتفاقية الغاز ومشروعَي ناقل البحرين والناتو العربي، إضافة للسعي إلى التطبيع الديبلوماسي من خلال ما شهدناه من زيارات متبادلة سرية وعلنية مستنكرة. ناهيكم عن السعي المحموم لاختراق البنية الثقافية والفكرية لمحاولة إقامة علاقات مع الأندية والمؤسسات الثقافية، يقابلها جهود شعبية مستمرة رافضة لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، ترى المنظمات المجتمعة أن التطبيع يشكل طعنة في ظهر المقاومة ولن يؤدي إلا لمزيد من التبعية ورهن القرار السياسي والاقتصادي بيد العدو الصهيوني وعليه تدعو لتصعيد الضغط السياسي والجماهيري، إضافة لدعم حملات المقاطعة بكافة أشكالها،  للمساهمة في منع الكيان الصهيوني من بسط سيطرته على مقدراتنا الوطنية.

كذلك تبرز اليوم ظاهرة خطيرة تتمثل بالمجموعات التكفيرية والظلامية التي تعيث الأرض إجراماً في العديد من دول المنطقة، كجرائم داعش وأخواتها من المجموعات الظلامية في العديد من دول المنطقة. تدعو المنظمات إلى التصدي بشكل قاطع لهذه المجموعات، وتدعو الدول الداعمة لها تنظيماً وتمويلاً وتسليحاً إلى التوقف عن رعاية الإجرام وتصديره إلى شعوبنا.

وحول ما يجري في سورية، تدعم المنظمات المجتمعة نضال الشعب السوري من أجل تحرير كل أراضيه من رجس الاحتلال الإمبريالي الأمريكي والأطلسي التركي وعملائهما ضد محاولات تقسيم البلاد. كما تؤكد على حق الشعب والشباب السوري في نضاله من أجل الحفاظ على السيادة الوطنية والاستقلال الوطني ووحدة الأراضي السورية، وعلى حق الشعب السوري في تقرير مصيره.

كما تضمنت فعاليات الاجتماع زيارة إلى مخيم مار الياس للاجئين الفلسطينيين حيث اطلع الرفاق المشاركون على وضع المخيم وظروف سكانه، كما عقدت الجلسة الختامية، التي تُلي فيها البيان السياسي، في مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين واستمع الرفاق ممثلو منظمات المنطقة العربي في اتحاد الشباب الدمقراطي العالمي (وفدي) إلى شرح عن الواقع الفلسطيني في لبنان اليوم قدمه الرفيق منسق المنطقة العربي في (وفدي) ممثل اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد) الرفيق يوسف أحمد. وبعدها تمت قراءة البيان السياسي الصادر عن اجتماع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي.

إلى ذلك وجّه الرفاق المشاركون رسائل خطّية للأسير البطل جورج إبراهيم عبد الله الذي مازال رهينة لدى الإمبريالية الفرنسية التي ما تزال تماطل في قضية الإفراج عن الرفيق جورج عبد الله رغم حكم المحكمة ببراءته، وذلك بتواطؤ سافر مع الكيان الصهيوني. وقد جاء في رسالة اتحاد الشباب الديمقراطي السوري أن محاولة العدو إبقاء جورج عبد الله داخل السجون لن تجعل منه إلا قدوة تلهم جيلاً ثورياً جديداً من الشباب.

كما أجرى الرفيق سلام العبد الله ممثل اتحاد الشباب الديمقراطي السوري على هامش أعمال الاجتماع عدة لقاءات  ثنائية مع ممثلي عدد من المنظمات المشاركة وجرى تبادل الأفكار والخبرات على صعيد العمل السياسي الشبابي كما شرح الرفيق ممثل الاتحاد آخر مستجدات الأوضاع في سورية.

ونحن في اتحاد الشباب الديمقراطي السوري نتوجه بالتحية لكل الرفاق الذين شاركوا في هذا الاجتماع وأسهموا في إنجاحه، وكل من لم تتسنَّ لهم المشاركة، نتيجة الظروف العصيبة التي تمر بها بلدانهم. ونؤكد دوماً أننا لن ندخر جهداً في دعم نضال رفاقنا في كل مكان وأينما وجدنا.

عاش التضامن الأممي!

عاشت الاشتراكية، الدرب لبناء عالم يسوده السلم والإخاء بين الشعوب!

العدد 1104 - 24/4/2024