هل تنقذ زيارة وزيري النقل والسياحة بعض المشاريع السياحية في طرطوس!؟

رمضان إبراهيم:

شهدت قاعة الاجتماعات في مبنى محافظة طرطوس، يوم الخميس الماضي، اجتماعاً مهماً لوزير النقل المهندس علي حمود، ووزير السياحة المهندس رامي رضوان مرتيني، بحضور أمين فرع الحزب، والمحافظ، وفريق من وزارة السياحة برئاسة معاون الوزير والقيادات المحلية المعنية.

الاجتماع الذي دام أربع ساعات متواصلة كان مخصصاً لبحث واقع المشاريع السياحية المتعثرة ومعالجة أسباب تعثرها ومن ثم استئناف أو تسريع العمل بها ووضع تلك المشاريع على الطريق الصحيح.

آلية العرض والمناقشة والمعالجة التي اتبعت خلال الاجتماع قد تؤدي إلى النجاح المطلوب فيما لو تبعتها جدية في المتابعة والمساءلة والمحاسبة، وإلا فإن التفاؤل الذي شعر به الجميع في نهاية الاجتماع سوف يتبدد قريباً.

في البداية رحب المحافظ الأستاذ صفوان أبو سعدى، باسم المحافظة، بالوزيرين وصحبهما من دمشق وشكرهم على هذه الزيارة الأولى من نوعها لوزير السياحة بعد تسلمه مهام الوزارة، ثم تحدث وزير النقل بصفته رئيساً للجنة المتابعة الوزارية في محافظة طرطوس مؤكداً ضرورة أن يتم خلال الاجتماع اتخاذ قرارات جريئة ضمن القوانين النافذة من شأنها حل المشكلات القائمة بشكل جذري.

بعد ذلك تولى وزير السياحة الكلام، فأشار الى أن تعثر المشاريع يعود لأسباب موضوعية وغير موضوعية، داعياً لفتح صفحة جديدة مع المستثمرين تنطلق من أمرين الأول إنجاز التوازن العقدي، والثاني مدى جدية المستثمر مع إمكانية إعطاء تسهيلات للمستثمرين خلال الأشهر الستة القادمة ووضع جدول زمني لتنفيذ كل مشروع على حدة ومن ثم متابعة التنفيذ شهراً بشهر، ومساءلة غير الملتزمين ومحاسبتهم.

ثم جرى عرض لواقع المشاريع السياحية العامة المتعثرة، وهي (ضاحية الفاضل – إنترادوس- فندق أساس- فندق أرواد-السمرلاند الخاص) والإجراءات المتخذة من قبل المحافظة والجهات ذات العلاقة تنفيذاً لما تقرر  في الاجتماع الذي عقد في رئاسة مجلس الوزراء بتاريخ 25 كانون الثاني 2018 بخصوصها بمبادرة واقتراح من محافظ طرطوس. ونوقش الواقع الحالي لكل منها بحضور المستثمرين الذين جرى إدخالهم بشكل إفرادي حسب مشروع كلٍّ منهم. وبعد المناقشة والاستماع لوجهات نظر كل الأطراف ووجهة نظر معاون وزير السياحة غياث فراح الذي درس مع فريق عمل من الوزارة قبل يوم من موعد الاجتماع كلّ أسباب التعثر مع مجلس مدينة طرطوس وغيره، تقرر بالنسبة لمشروع الفاضل وخلال خمسة عشر يوماً تنظيم ملحق عقد جديد، وتوازن سعري وبرنامج زمني لتنفيذ المشروع. أما بالنسبة لمشروع انترادوس فتقرر نقل ملكية ما تبقى من الأرض لاسم المدينة بناء على موافقة رئاسة مجلس الوزراء واستناداً للمادة 33 من القانون 65، بعد أن ربط رئيس مجلس المدينة موافقته على النقل بموجب هذه المادة بموافقة المستثمر على ذلك، وعلى تحمّل كل التبعات القانونية، وبعد أن وافق المستثمر رئيس مجلس إدارة شركة إنترادوس الدكتور محمد علي وحود على ذلك خلال الاجتماع.

وفيما يتعلق بمشروع فندق أساس على شاطئ المدينة تقرر تبرير مدة التأخير للمستثمر صالح يحيى محمد، وإجراء التوازن السعري بناء على معطيات الجدوى الاقتصادية، والموافقة على طابق بديل عن طابق الخدمات في القبو الذي أُلغي سابقاً. أما مشروع فندق أرواد الذي سبق أن حُلَّت عوائقه، فقد تقرر الإسراع في منح المستثمر عبد القادر صبرة رخصة الإشادة الإدارية والسياحية بعد أن تقدم بالمخططات التنفيذية مصدقة أصولاً من نقابة المهندسين.

وبالنسبة لمشروع السمرلاند شمال طرطوس العائد للقطاع الخاص والمتوقف منذ عشرين عاماً، فقد تقرر اتخاذ الإجراءات القانونية المطلوبة لاستملاكه إذا كان ذلك متاحاً وفق الدستور ما دام أصحابه مختلفين فيما بينهم ولم يعالجوا الأسباب التي تمنع من استكماله واستثماره رغم مضي كل هذه المدة الطويلة.

وللمشاريع الخاصة حصة من الاجتماع، إذ عُرض واقع عدة مشاريع سياحية خاصة، أهمها مشروع فندق شيراتون طرطوس (160 غرفة)، لصاحبيه سامر وحازم دانيال، وقد شكر السيد حازم باسمه وباسم شقيقه الجهات المحلية والمركزية على التسهيلات المقدمة له مشيراً إلى أنه لم يبق من الفندق سوى الطابق الأخير، وأنه أنجز تحضيراته لإبرام عقود الإكساء والفرش، وطالب بالسماح له باستعمال شاطئ البحر لإقامة بعض الخدمات مقابل الفندق لتخديم النزلاء والمساعدة في تحقيق الريعية الاقتصادية للمشروع الذي مازال قلقاً منها. وتقرر دراسة طلبه بكل إيجابية وإبلاغه النتيجة لاحقاً. ومشروع عدنان بلال السياحي الممتد على مساحة 15 دونماً غرب بيت الجبل الذي طالب صاحبه بتنفيذ طريق ومنحه قرضاً عقارياً لا يقل عن 500 مليون ليرة لإكماله أو عرضه للاستثمار في ملتقى المشاريع الخاصة الذي تقيمه الوزارة في حزيران القادم. ومشروع عمريت مع المستثمر علي جديد الذي طالب بالموافقة على كل المعطيات التي أقرتها وزارة السياحة بخصوص المشروع بما فيها زيادة مدة الاستثمار إلى 45 سنة. إضافة إلى عدة مشاريع في زغرين وبصيرة والريحانية وبقعو وبعمرة وفتاح نصار وبصيرة دحباش والطليعي والمقعبرية ودحباش.

وفيما يتعلق بجزيرة أرواد فقد عُرض ما اتخذ من اجراءات لتنفيذ توصيات ورشة العمل التي أقيمت العام الماضي بخصوص تطوير جزيرة أرواد، وتقرر إجراء دراسة لتنفيذ نفق خدمات ضمن الجزيرة، والبدء من قبل وزارة السياحة بمشروع ترويجي لصالح الاستثمار في الجزيرة ضمن مكونات الدراسة التي أنجزتها الوزارة لتطوير الجزيرة من كل النواحي.

وطرح رئيس مجلس المدينة موضوع شاليهات منطقة الأحلام وأسباب توقف الجهات المركزية عن اتخاذ قرار بالمعالجة، بعد أن قام مجلس المدينة بكل ما هو مطلوب منه، وبعد المناقشة تقرر تشكيل فريق عمل يضم ممثلين عن الوزارات والمحافظة ومجلس المدينة والشاغلين لإجراء دراسة اجتماعية وقانونية عن القضية واقتراح الحل المناسب بأسرع ما يمكن.

العدد 1102 - 03/4/2024