واقع الصرف الصحي بطرطوس وحقيقة ما يجري!
رمضان إبراهيم:
أعتقد أنني لا أتجنى على أحد إن قلت إن حقيقة ما يجري، فيما يتعلق بمشاريع الصرف الصحي بطرطوس، قد باتت لغزاً من الالغاز في ظل السجال الخفي والحرب الباردة بين مجالس المدن وأعذارها بعدم توفر السيولة، والمحافظة من جهة، ومن جهة أخرى بين المحافظة والوزارة، في حين نجد أن الكل يقذف الاتهام على الآخر.
موارد ضعيفة
في حديث لـ(النور) مع رئيس بلدية المعمورة يعرب سلمان أكد أنه في ظل الموارد القليلة جداً والتي لم تتغير منذ الثمانينيات، إذ يجري جباية 15 ليرة سورية كرسم نظافة وبالتالي فإن ما تجمعه البلدية حوالي 150 ألف ليرة سورية، في حين تدفع ثمن وقود لآليات جمع القمامة وأجور ورواتب عمال ما يقارب مليوناً ونصف مليون ليرة، وهي بالتالي في ظل الواقع الراهن عاجزة عن تأمين رواتب لموظفيها، فضلاً عن باقي عمليات التخديم في قطاع البلدية. نحن عاجزون عن دفع رواتب الموظفين فكيف سننجز مشاريع بملايين الليرات!!
جور فنية شعبية
في قرية عين الذهب بريف الدريكيش الشرقي التقت (النور) مع عدد من الأهالي الذين عبروا عن غضبهم وانزعاجهم من المماطلة وعمليات التسويف التي يسمعونها كلما طالبوا بإيجاد حل لواقع الصرف الصحي غير المقبول في قريتهم، فالجور المكشوفة ونتيجة لعدم وجود معدات وآليات شفط لهذه الجور فإن المياه الآسنة تتدفق من هذه الجور وةتجد طريقها إلى الاراضي الزراعية، وبالتالي إلى المزروعات، وهذا ما يؤثر على الصحة العامة وعلى جودة ونظافة الخضروات وباقي المزروعات.
خرطوم للشفط
رئيسة بلدية الدريكيش التي وضعت الانتخابات الأخيرة حداً لعبقريتها وجدت في تركيب خرطوم ودينمو لشفط محتويات الجور الفنية حلاً، ولكن كما يقول السيد أبو باسل فإن هذا الخرطوم لا يتجاوز قطره (إنشاً واحداً) وهو غير قادر على استيعاب مخلفات أكثر من بناء يسكنه أكثر من 20 عائلة فهل يعقل هذا؟! طبعاً هذا الاختراع لم ينجح ولم يُستخدم إلا مرة في الشهر، وهذا لا يفي بالغرض المطلوب، فكانت النتيجة فيضان هذه الجور وانسيابها على الطريق العام ما يسيء للعابرين سواء كانوا سيارات أو حتى عابري الطريق من دون آليات.
انتشار الحشرات والذباب
السيد رائد يوسف تحدث عن مخاطر هذه الجور الفنية المكشوفة على الأهالي وعلى الأولاد الذين يجدون في ساحات التجمعات على صغر مساحتها فسحة لهم ليلعبوا فيها، ولكن ما يعيق هذا هو الانتشار الكثير للحشرات والذباب، وهناك أكثر من حالة إصابة بالليشمانيا أو حالات جرب أو حالات تحسس جلدي، فإلى متى ستبقى البيوت مغلقة النوافذ والأبواب هي ساحات اللعب للأولاد في حاراتهم.
مصادر الينابيع غير آمنة
في ريف طرطوس تنتشر ينابيع عديدة للمياه العذبة كانت على الدوام مصدراً لمياه الشرب، ولكن مع عجز البلديات والمحافظة والوزارة عن إيجاد حلول ناجعة وناجحة لوضع حد لمشاكل الجور المكشوفة والصرف الصحي غير المنفذ بشكل صحيح فإن مصادر المياه فيها وخاصة تلك الينابيع العذبة مازالت بؤرة مناسبة لانتشار التهاب الأمعاء وأمراض أخرى!
أخيراً
دراسات عديدة ومراسلات وكتب بين البلديات والمحافظة وبين المحافظة والوزارة المعنية، ولكن دون أي حل، باستثناء طلب الوزير من المجالس الجديدة تغيير ذهنية العمل. ولكننا نسأل عما إن كانت الوزارة قد غيرت ذهنية عملها قبل أن تطلب من المجالس البلدية تغيير ذهنية العمل، أم أن وراء الأكمة ما وراءها!؟