المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد: تحرير كامل الأرض السورية هدف لا محيد عنه

 أي حـل سـياسي يـنبغي أن يقـوم على أساس وحدة الدولة السـورية وسيادتها..  الوضـع المعيـشي يجـب أن ينال الأوليـة من اهتمام الحـكومة

عقد المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد اجتماعه الدوري مساء يوم السبت 17/11/،2018 برئاسة الرفيق حنين نمر (الأمين العام للحزب) وحضر الاجتماع الرفيق نبيه جلاحج (رئيس اللجنة المركزية للحزب)، وأعضاء هيئة رئاسة اللجنة المركزية.

بحث الاجتماع آخر التطورات السياسية والميدانية والتي اتسمت بالهدوء النسبي للمعارك على مساحة الخريطة السورية خلال الأشهر الأخيرة، بعد التوصل إلى اتفاق سوتشي الذي تضمن ما سمي بـ (اتفاق إدلب)، وبعد تحقيق الانتصار على (داعش) والقضاء على الكثير من المجموعات الإرهابية المسلحة الأخرى، وإعادة الأمن والاستقرار إلى معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها تلك المجموعات.

إن اتفاق سوتشي حوّل الوضع في منطقة إدلب إلى منطقة منزوعة السلاح، إذ تضمّن نزع السلاح الثقيل في تلك المنطقة، وانسحاب المسلحين من تلك المناطق وفتح حركة المرور على طريقي حلب-حماه، وحلب-اللاذقية، وقد حددت مواعيد معينة لتنفيذ كل مرحلة من مراحل الاتفاق. إلا أنه من الواضح أن تنفيذ هذا الاتفاق لا يسير بالسهولة والطريقة التي بنيت عليها الآمال، فلا تزال مجموعات إرهابية، وخاصة ما يسمى (هيئة تحرير الشام) أي (جبهة النصرة) وحلفاؤها تعلن رفضها لهذا الاتفاق صراحةً وتعرقل تنفيذه وتقوم بخرقه من الناحية العملية، مما يدفع الجيش العربي السوري إلى الرد على الخرق.

والأمر المهم الآخر هو أن تركيا (والقوات الموالية لها) التي تسيطر على عدة مناطق من محافظتي إدلب وحلب فشلت حتى الآن بما تعهدت به لجهة الفصل بين ما تعدّه إرهابية وأخرى معتدلة من هذه المجموعات.

إن هذا الواقع يطرح سؤالاً جدياً حول مدى إمكانية استمرار هذا الاتفاق.

أكد الاجتماع تأييده الكامل لموقف الدولة السورية الواضح من أن أي قوة أجنبية دخلت سوية دون موافقتها تعد قوة محتلة، وأن تحرير كامل الأراضي السورية بما فيها إدلب هو هدف لا محيد عنه، وذلك سواء بالطرق السلمية أم بالقوة العسكرية. وكذلك الأمر بالنسبة لمنطقة الجزيرة وشرق الفرات، حيث تشكل هذه المنطقة موقع صراع بين قوى إقليمية ودولية (وخاصة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وتركيا وحلفائها من جهة أخرى) للسيطرة على تلك المنطقة الهامة.

فالولايات المتحدة وحلفاؤها يدعمون قوات سورية الديمقراطية (قسد) في ما يزعم أنه يهدف إلى إنهاء وجود فلول داعش هناك. وقد ارتكبت ما يسمى قوات التحالف وترتكب المجازر يومياً بحق المدنيين شرقي وشمال دير الزور راح ضحيتها المئات من المواطنين الأبرياء، وتهدد تركيا بعملية عسكرية لاجتياح شرق الفرات وإقامة منطقة حدودية خالية ممن تعدّهم إرهابيين من المجموعات الكردية المسلحة الموجودة في تلك المنطقة. وقد أكد المكتب السياسي أن هذه المنطقة جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، وستعمل سورية لتحريره من جميع القوات المحتلة، ومن جميع المجموعات الإرهابية المسلحة انطلاقاً من الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً.

بحث الاجتماع التطورات السياسية الجارية باتجاه الحل السياسي. وأشار إلى أنها تسير ببطء شديد، إذ لم تُنجَز حتى الآن أي خطوات ملموسة نحو تحقيق هذا الهدف، وذلك نتيجة التباينات والاختلافات بين الأطراف الدولية والإقليمية حول تصور كل طرف من هذه الأطراف لهذا الحل. وأكد الاجتماع تأييده للموقف السوري من أن أي حل سياسي ينبغي أن يقوم أساساً على وحدة الدولة السورية وسيادتها واستقلالها، وعلى استمرار محاربة الإرهابيين بجميع أشكالهم.

وإن موضوع الدستور السوري، سواء لجهة تشكيل اللجنة الدستورية ولجهة مهمة هذه اللجنة، فهذا شأن سوريّ جملةً وتفصيلاً، إذ يجب تشكيلها من قبل السوريين أنفسهم وتكون مهمة هذه اللجنة تعديل الدستور الحالي حصراً.

أما بالنسبة لعودة المهجرين وإعادة الإعمار، فالدولة السورية تعمل لعودة المهجرين الطوعية إلى المناطق التي تم تحريرها من الإرهابيين، بعد عودة الأمن والاستقرار إليها، وتأمين سبل الحياة من خدمات مختلفة.

أشاد الاجتماع بالانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني في غزة في مواجهته للعدوان الاسرائيلي الغاشم على القطاع، مؤكداً أهمية التنسيق والتعاون بين جميع الفصائل الفلسطينية والعمل الجاد والمخلص لوحدة القوى الفلسطينية المقاومة للعدو الصهيوني، كما ندد الاجتماع بما قام به حكام وأمراء وسلاطين عدد من الدول الخليجية من خطوات باتجاه التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وأشاد الاجتماع بموقف أهلنا الأبطال في الجولان المحتل برفضهم لما سمي (انتخابات المجالس المحلية) من خلال الإضراب العام في قرى مجدل شمس وبقعاتا ومسعدة وعين قنية رفضاً لممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تهويد الجولان المحتل وضمه إلى كيانها المصطنع.

تطرق الاجتماع إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وأكد أهمية وضرورة إيلاء معيشة المواطنين الاهتمام الأكبر وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها أغلب أبناء الوطن من فقراء ومحتاجين نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ووسائل ومواد التدفئة وخاصة أننا في بداية فصل الشتاء، ويرى المكتب السياسي أن مسألة معيشة الناس يجب أن تكون في أول أولويات الحكومة وشغلها الشاغل.

بحث الاجتماع عدداً من القضايا الحزبية والتنظيمية بعد أن انتهت اللجان المنطقية من عقد مؤتمراتها الانتخابية التي شكلت وقفة جدية لمناقشة عمل منظمات الحزب في الفترة السابقة ولوضع برامج عمل ومهام ملموسة لعملها في الفترة القادمة، كما تم فيها انتخاب هيئات ولجان منطقية جديدة.

كذلك بحث الاجتماع التحضيرات الجارية لعقد اجتماع اللجنة المركزية القادم وحدد موعده وجدول أعماله.

العدد 1104 - 24/4/2024