منطقية حلب تحيي ذكرى تأسيس الحزب وثورة أكتوبر

حلب – (النور):

بمناسبة الذكرى الأولى بعد المئة لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، والذكرى الرابعة والتسعين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري، أقامت اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد في حلب مهرجاناً خطابياً في صالة معاوية، يوم الجمعة 9/،11 دعت إليه أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وأحزاب وطنية من خارج الجبهة، ورابطة النساء السوريات، والقوى الفلسطينية، وجمهور من الرفاق والأصدقاء وبعض الشخصيات الوطنية العامة، وقد حضر الحفل الرفيق د. حسيب شماس (عضو المكتب السياسي) ممثلاً لقيادة الحزب، والرفيق رضوان مرتيني (عضو اللجنة المركزية) ، والرفيق محمد سالم شلحاوي (عضو قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي) ممثلاً للرفيق فاضل نجار (رئيس فرع الجبهة الوطنية التقدمية، أمين فرع حلب)، والسيد المهندس أحمد دباس (عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب) ممثلاً للرفيق حسين دياب (محافظ حلب)، وبعض أعضاء مجلس الشعب وأعضاء المكتب التنفيذي لمجلسي المحافظة والمدينة، والرفاق أمناء فروع وأعضاء قيادات أحزب الجبهة، وأمناء فروع وأعضاء قيادات الأحزاب الوطنية، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية المختلفة، ورفاق من الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون، وجمهور من الرفاق والأصدقاء.

وقد بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لذكرى شهداء الحزب والوطن والجيش العربي السوري وحلفاء سورية المخلصين، وبعد عزف النشيد العرب السوري رحب عريف الحفل الرفيق مصطفى كوسا (عضو اللجنة المنطقية) بالضيوف والرفاق الذين لبوا الدعوة وشاركونا الاحتفال بهاتين المناسبتين الغاليتين على قلوب كل الشيوعيين والتقدميين، ثم قدم الرفيق مصطفى الضيوف الذين ألقوا كلمات في الحفل عبّروا فيها عن تقديرهم واحترامهم لثورة أكتوبر المجيدة، ونقلوا تحيات قيادات أحزابهم ورفاقهم إلى الرفاق بالحزب الشيوعي السوري الموحد، مشيدين بدور الحزب الوطني ونضاله في تاريخ سورية.

كانت أولى الكلمات للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ألقاها الرفيق نزار القاضي ممثلاً عن القوى الفلسطينية قال فيها:

(سورية تتعافى بفعل الانتصارات التي حققها صمود الشعب السوري وجيشه وقيادته، كما نثمن قرار الرئيس الدكتور بشار الأسد بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيم اليرموك، وهذا ترجمة للموقف السوري الثابت من القضية الفلسطينية ومن حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948).

وأضاف: (إن السياسة الأمريكية بقيادة ترامب أثبتت أنها عدو للشعب الفلسطيني كما الكيان الصهيوني، وهاهي ذي تعترف بالقدس عاصمة لدولة الكيان وتنقل سفارتها وتلتحق بها العديد من الدول التي تدور في فلك الإمبريالية الأمريكية، فكان رد شعبنا الفلسطيني في غزة من خلال مسيرات العودة الأسبوعية التي نوعت أشكال النضال الشعبي السلمي، كالطيران الورقي والبالونات الحرارية وحرق الدواليب، وهذه المسيرات لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها في كسر الحصار ووقف العقوبات الجائرة على غزة وإنهاء الاحتلال). وأضاف:

(ومن هنا ندعو م. ت. ف. وقيادتها المتنفذة إلى البدء بتنفيذ إلغاء الاعتراف بالكيان الصهيوني وإلغاء اتفاق باريس ووقف التنسيق الأمني والعمل على إنهاء الانقسام البغيض، والبدء فوراً بالدعوة للإطار القيادي المؤقت من أجل تنفيذ الاتفاقات الوطنية الفلسطينية، والعمل على عقد مجلس وطني توحيدي يشارك فيه الجميع، للوصول إلى برنامج وطني تحرري أساسه مقاومة العدو الصهيوني بكل أشكال الكفاح التي يشرعها القانون الدولي وعلى رأسها الكفاح المسلح).

ثم قدم الرفيق مصطفى أبو صوف (منفّذ عام حلب للحزب القومي السوري الاجتماعي) ممثلاً للأحزاب الوطنية السورية كلمة حزبه عبّر فيها عن ضرورة تكاتف الأحزاب الوطنية السورية معاً لمواجهة الهجمة التي تتعرض لها سورية الحبيبة. ثم قدمت الرفيقة لينا أشتر (عضوة اللجنة المنطقية للحزب، وعضوة قيادة فرع رابطة النساء السوريات في حلب) كلمة الرابطة، تحدثت فيها عن انعكاسات الثورة البلشفية على قضايا حقوق المرأة، وما حققته من تقدم على صعيد العالم فقالت: (إن أفكار ثورة أكتوبر انعكست على حياة النساء وسددت ضربة قوية للتمييز القائم على أساس الجنس بشكل لم تنجزه أي ثورة سابقة أو لاحقة، إن الامتيازات التي حصلت عليها المرأة كالزواج المدني والخلع، ودعم الدولة للمرأة الحاضنة وإلغاء العمل ببعض القوانين التشريعية المجحفة، والمساواة في الأجور مع الرجال، ومنحها إجازة الأمومة وإقامة الحضانات، كلها إنجازات لم تتحقق بشكل كامل بعدها في أي مكان في العالم حتى الآن).

ثم تحدثت عن رابطة النساء السوريات فأكدت أنها (تدافع عن حقوق المرأة السورية من خلال محاكاتها لجماهير النساء قاطبةً مؤكدة عل وجودها كشريك في هموم الوطن والمواطن وإعادة الإعمار والتنمية المستدامة، وتعمل على وقف مظاهر التمييز في كل المجالات وإلغاء التشريعات التي تميز المرأة عن الرجل كقانون الأحوال الشخصية وقانون الجنسية، وتعمل أيضاً على إزالة التحفظات على بعض بنود اتفاقية سيداو ووضع قانون جديد لحماية حقوق الطفل في إطار اتفاقية حقوق الطفل الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة، وتدافع عن حق المرأة في مشاركتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية).

كما تحدث فضيلة الشيخ محمد جمال حماش، فأشاد بدور الحزب الشيوعي السوري الموحد الوطني، كما أشاد بتضحيات الجيش العربي السوري ودوره البطولي في صد الهجمة المجرمة التي قامت بها قوى الإرهاب برعاية أمريكا وحلفائها وعملائها على بلادنا سورية، وتحدث عن الإسلام المعتدل وأنه هو جوهر الإسلام الحقيقي، وليس التحريف والتشويه الذي طرحته قوى التكفير الظلامية.

وقدمت الرفيقة ثناء فخر الدين (أمينة فرع حلب لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي ممثلة لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية) كلمة، هنأت فيها الجيش العربي السوري على العملية البطولية التي حرّر بها مختطفي السويداء، وأكدت أن أحزاب الجبهة تقف معاً يداً بيد ضد جميع المؤامرات والصفقات المشبوهة التي يخطط لها أعداء الوطن، ومعاً لتحرير كل الأراضي السورية المحتلة.

وقدم كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق محمد سالم شلحاوي (عضو قيادة فرع الحزب في حلب رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الحزبي) قال فيها:

(معركتنا ضد الإرهاب لم تنته، لأن الإرهاب لا يمكن مواجهته بالبندقية فقط، أو عبر الميدان مع أهمية هذا الجانب، لأن الإرهاب كما قال السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد (هو فكر قبل أن يكون أي شيء آخر، ومن لا يمتلك الفكر المضاد للإرهاب لا يمكنه مواجهته). ومن هنا نؤكد أن دور الأحزاب الوطنية مهم جداً في نشر ثقافة الحياة لتعرية وفضح الإرهاب الذي يحمل ثقافة الموت والدمار والقتل هو وكل من يدعمه، فالإرهاب فكر مضاد لحركة التاريخ ومنطقه، وهو عابر للحدود، ليس له دين ولا وطن ولا هوية).

آخر الكلمات كانت كلمة اللجنة المنطقية للحزب في حلب، قدمها الرفيق خالد الحريري (أمين المنطقية) جاء فيها:

(لقد ساهم الاتحاد السوفيتي خلال وجوده في رفع الظلم الامبريالي عن الشعوب، وحاول جاهداً أن يحقق حلم الإنسانية القديم بالسلام والحرية والعدالة، لكن التآمر الامبريالي استمر على أول دولة للكادحين في العالم، ومع تزايد الترهل والفساد لم تستطع هذه التجربة الإنسانية العظيمة الصمود أمام التآمر، وفقدت البشرية هذه التجربة النبيلة في تحقيق العدالة.

غاب الاتحاد السوفييتي فكشفت الإمبريالية عن وجهها المتوحش، وأظهرت طموحاتها المستبدة في السيطرة على العالم، ونهب البلدان والشعوب، فأشعلت الحروب، وسفكت الدماء، وما كان هذا ليحصل لولا غياب الاتحاد السوفييتي صديق الشعوب وحركات التحرر).

وأضاف: (لقد كان الصمود الأسطوري للدولة السورية الوطنية جيشاً وشعباً وقيادةً، هو بداية فشل المخطط الإمبريالي الأمريكي وحلفائه الغربيين والرجعية العربية العميلة في السيطرة على منطقتنا ومنها على العالم، وهو نقطة تحول هامة في تاريخ العالم الحديث، وبدأ بالظهور عالماً جديداً متعدد الأقطاب لن تكون فيه أمريكا الإمبريالية هي المتحكمة به والممسكة بزمامه). وأضاف: (لقد اقترن منذ بداية تأسيسه نضال حزبنا الوطني بنضاله الطبقي، فقاوم الاستعمار الفرنسي، وفي الوقت نفسه ساهم في تأسيس النقابات العمالية، وناضل ضد الإقطاع والاستغلال الطبقي مدافعاً عن الكادحين الفقراء وأبناء الفئات الوسطى وعن حقوق المرأة.

إن جوهر سياسة حزبنا في المرحلة الحالية التي تشهد بداية النهاية لغزو الإرهابيين لبلادنا تتلخص في دعم صمود شعبنا وجيشنا للحفاظ على استقلال سورية ووحدة ترابها ومنع تقسيمها وتحرير أراضيها المحتلة بما فيها الجولان، والعمل على عودة الانسجام لنسيجها الاجتماعي المتنوع، وتأييد الجهود الداخلية والدولية الصادقة الساعية إلى حل الأزمة السورية بالطرق السياسية مع الاستمرار في الحرب على الإرهاب، وعقد مؤتمر حوار بين السوريين لتحديد مستقبل بلدهم الديمقراطي العلماني المعادي للإمبريالية والصهيونية، وتركيز جهود الحكومة على إعادة الإعمار بالجهود الذاتية وبمساعدة الأصدقاء، ودعم فئات الشعب الفقيرة والمتوسطة التي هي السند الحقيقي لصمود سورية ، ومحاربة الفساد بكل أنواعه).

وأثناء الحفل وصلت برقيتا تهنئة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) ومن حركة فتح الانتفاضة، حيّتا فيهما الرفاق في الحزب الشيوعي السوري الموحد، وهنأتاهم بهاتين المناسبتين الهامتين اللتين يتزامن الاحتفال بهما مع انتصارات جيشنا العربي السوري على آلة الحرب الإمبريالية العالمية والصهيونية والرجعية العربية التي استهدفت وطننا الحبيب.

وقد اختتم الحفل كما بدأ بالنشيد العربي السوري.

العدد 1102 - 03/4/2024