قبرص في رئاسة الاتحاد الأوربي

في الفترة الواقعة بين 2 و4/10/،2012 وبدعوة من الحزب الشيوعي في قبرص (آخيل)، عقدت ندوة ضمت عدداً من أعضاء الكتل النيابية اليسارية في بلدان الاتحاد الأوربي، كما دعيت إليها الأحزاب الشيوعية في مصر وفلسطين ولبنان، والحزب الشيوعي السوري (الموحد) ممثلاً بالرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب.

وقد كان الهدف من هذه الندوة هو إطلاع الحزب الشيوعي القبرصي الذي سيتولى رئاسة الاتحاد الأوربي في الدورة القادمة، على آراء الأحزاب الأوربية والعربية على الأوضاع في بلدانها، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوربا والتي تتأثر بنتائجها أوضاع الطبقة العاملة الأوربية التي تزداد سوءاً، وكذلك الاطلاع على الأوضاع في الشرق الأوسط.

وقد ألقى الرفيق حنين نمر مداخلات عدة في جلسات مختلفة، شرح فيها الأوضاع في المنطقة وفي سورية على وجه الخصوص. ومما قاله إن الأزمة التي تمر بها سورية هي أزمة مركبة تعود أسبابها إلى عوامل داخلية ترتبط بالتأثيرات السلبية الناجمة عن التحول نحو اقتصاد السوق الحر والنيوليبرالية التي ألحقت الضرر بالاقتصاد الوطني وبحياة الجماهير الشعبية، مما جعلها تتأثر بالأزمة التي تعصف بالعالم الرأسمالي بكامله، كما أن من أسباب هذه الأزمة هو عدم تطوير البنية السياسية للدولة مما خلق حالة تتطلب إصلاحات ديمقراطية واسعة.

وقال الرفيق نمر: إن القوى الإمبريالية العالمية الأمريكية والأوربية، وعملاءها في تركيا وقطر والسعودية وفي الداخل، قد استغلت الوضع وحوّلت المطالب والاحتجاجات الشعبية إلى حركة مسلحة منظمة بتمويل خارجي، وأنشأت عشرات المنظمات التكفيرية والظلامية التي تتبنى فكراً متخلفاً يعود إلى ما قبل 1400 عام. ومارست هذه المنظمات سياسة عنف ممنهج ومدمر.

وأكد الرفيق نمر أن الحزب الشيوعي السوري (الموحد) قد حدد رؤيته لحل الأزمة السورية على الأسس التالية:

وقف التدخل الخارجي المسلح، ووقف تسلل المرتزقة، والدخول في حوار شامل مع القوى الوطنية الرافضة للتدخل الأجنبي، وإجراء إصلاحات عميقة اقتصادية – اجتماعية ودمقرطة الحياة السياسية. وقد دعم الحزب كل المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى إحلال السلام والمصالحة الوطنية.

وشرح الرفيق نمر المخاطر الناجمة عن استمرار إسرائيل في موقفها المتعنت من القضية الفلسطينية، إذ لايزال ملايين الفلسطينيين مشردين، وترفض إسرائيل الإقرار بحقهم في بناء دولتهم الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس. وكذلك ترفض رفضاً باتاً إعادة الجولان إلى وطنه الأم سورية، مما يخلق وضعاً متوتراً دائماً في المنطقة. وأشار إلى أن العالم لا يمكن أن يسير بقطب واحد، وأن من مصلحة الشعوب الأوربية والعربية العيش بسلام، ويجب أن تكون العلاقات بينهما قائمة على أساس مراعاة المصالح المتبادلة لا على أساس الهيمنة والإلحاق. وهذا ما يجب أن تناضل هذه الشعوب، وخاصة القوى اليسارية، من أجله.

العدد 1102 - 03/4/2024