الإرضاع والتغذية للأطفال في أوقات الأزمات

خلال ما تتعرض له البلاد من أزمة، وبعد نزوح أعداد لا بأس بها من سكان المناطق المتضررة وإقامتهم في المدارس، نجد أن جل ما يُطالَب به المسؤولون هو حليب الأطفال، وذلك لجملة من الاعتقادات الخاطئة التي تنتشر بين الأمهات.

– إن حليب المرضع يختفي لمجرد تعرض الأم لصدمة نفسية.

– إنه من غير الجائز إرضاع الطفل بعد تعرض الأم لصدمة مباشرة (حليب خوف).

– إن الأم التي لديها سوء تغذية لا يمكنها أن ترضع طفلها.

والكثير من المعتقدات الخاطئة التي تربط جزافاً ودون رأي علمي يثبت هذا، بل على العكس ينفيه نفياً تاماً. لذلك عزيزي العامل في الإغاثة:

إذا لا حظت الأم بعد تعرضها لصدمة نفسية انخفاضاً أو اختفاء الحليب، فأكِّدْ لها أن تكون على ثقة أن الحليب موجود، وما هي إلا سلسلة خطوات بسيطة ويعود الحليب.. وأكِّدْ لها أهمية الإرضاع الطبيعي وفوائده والاستمرار به، وخصوصاً في حالة الطوارئ، وذلك للحفاظ على إنتاج الحليب. يضاف إلى ذلك جملة من الفوائد:

– حماية الطفل من الأمراض والالتهابات، مثل الإسهال والتهابات الرئة.

– الرضاعة من ثدي الأم تؤمن للطفل التغذية الكاملة التي يحتاج إليها الطفل.

– الرضاعة تمنع اكتئاب ما بعد الولادة.

– تؤمن للطفل الحنان الذي يحتاج إليه، كما تقوّي الرابطة بين الأم والطفل.

– تساعد على إرجاع الرحم إلى وضعه الطبيعي وتمنع النزيف.

– الإرضاع يحمي الطفل من تسوُّس الأسنان.

– كل شهر إضافي من الإرضاع يعطي الطفل فرصاً أكثر (رضاعة أطول فرص أكثر)، طبعاً بما لا يزيد عن المعدل الوسطي للفطام، وهو في عمر العامين، وذلك أنه يزيد نسبة ذكاء الطفل.

– كما أن اللبأ الذي يفرز خلال الأيام التالية للولادة، ضروري لنمو الدماغ ويوفر المناعة الأولية للطفل ضد الأمراض.

الضغوط النفسية والإرضاع

من الاعتقادات الخاطئة التي أفدنا بها سلفاً أن الضغوط لا تؤثر على إدرار الحليب. حتى في الحالات العصبية يمكن للأم الاستمرار في الإرضاع الطبيعي، وخاصة في أوقات الحروب والكوارث. إن هذا الإرضاع يسمح بإطلاق هرمونات تساعدها هي وطفلها على الاسترخاء والهدوء.

خطوات تساعد على إعادة إدرار الحليب

-ما دام الحليب موجوداً فما يلزم الأم هو القليل من الإرادة على مواصلة الإرضاع.

– أن تعطي نفسها أكثر من فرصة حتى يعود الحليب.

– أن تجلس في مكان هادئ وحدها في كل مرة تبدأ فيها الإرضاع، وتحاول مناغاة ابنها والتلذذ بسماع صوت أنفاسه، وهو يريد منها الحليب.

– المحافظة على التواصل البصري والسمعي أثناء الرضعة.

– الحفاظ على التلامس الجسدي، فالإرضاع ليس عملية للغذاء وحسب، لكنها أيضاً عملية لإعطاء الطفل الحنان والأمن النفسي الذي يحتاج.

– المحاولة أكثر من مرة حتى يبدأ الحليب بالعودة .

ولا ننسى أن لمسة الأم الأولى لطفلها بعد الولادة مهمة، ولها دور في التحريض على إفراز الحليب، ويصبح منعكس المص لدى الطفل قوياً. لذلك فإن الحفاظ على ارتباط الأم بطفلها هو عملية لها دورها في زيادة إنتاج الحليب.

العدد 1104 - 24/4/2024