دراما 2012 مختلفة بكل المقاييس
عام 2012 درامياً كان عاماً مختلفاً بكل المقاييس، فهو لم يستطع مجاراة الواقع السوري رغم سقف الحرية المرتفع الذي تمتع به مسلسل (بقعة ضوء9) وتماسه المباشر أحياناً بالواقع السوري. إلا أن أحداث الأزمة السورية ظلت تسبق صناع ذلك المسلسل بأشواط.
أما بقية المسلسلات فلم تأت على ذكر الحياة السياسية السورية أبداً ، وكانت المسلسلات الكوميدية اكبر الخاسرين، فلم تكن على مستوى جيد إجمالاً هذا العام، حتى إن الكثيرين لا يستطيعون تذكر اسم مسلسل واحد منها.
وبالنسبة للمسلسلات الاجتماعية، وهي دائماً المسلسلات الأجمل، فقد حملت هموم المواطن السوري إنما قبل الأزمة ، من مثل مسلسل (أرواح عارية) الذي اقترب جداً من مشاكل الأسر الموجودة في مدننا، ومشاكل الشباب مع الإنترنت والخيانة الزوجية. ومن المسلسلات التي يجب الوقوف عندها بتروٍ مسلسل (الولادة من الخاصرة)، فقد حاولت المخرجة أن تلقي الضوء على المؤسسة الأمنية، إلا أنها لم تفلح برأيي في نقل صورة حقيقية عن الوضع. وكان المسلسل مجموعة من المصادفات غير المنطقية، رغم أنه يتكلم عن أكبر مشاكل الأزمة السورية، وكان بإمكانه أن يغوص في أعماق خوف المواطن، لكن هذا لم يحصل.
هناك بعض المسلسلات حققت الكثير من الجماهيرية التي لم تعد مقياساً للجودة، كمسلسل (بنات العيلة) الذي أعلن بعض أبطاله عدم رضاهم عن النتيجة النهائية للمسلسل، فقد كان قمة الانفصال عن الواقع والسطحية. أما عن الدراما التاريخية فقد ظهر هذا العام مسلسل (عمر) الذي يحتاج إلى مقالات لمناقشة الأفكار التي طرحها.
وما لفت نظري أننا افتقدنا للنجومية هذا العام، فالناس لا يتفقون على نجم، إضافة إلى فصل الممثلين لحياتهم السياسية عما يمثلونه. يجب على الممثل أن يكون له موقف صريح ويعبر عنه في أعماله. للأسف لم نجد ذلك هنا، فالنجم هو مجرد شخص عادي لا رأي له في هذه الأزمة، فلم نَرَ أي مناقشة لأي مسلسل على قنواتنا إلا من أجل التبجيل والتبريك، وهذا أيضاً مطب وقعت فيه الدراما.