وداعاً أيها الرفيق عادل داوود

كالصاعقة نزل علينا النبأ المفجع. لقد غادرتنا منذ أيام عائداً إلى طرطوس بعد أداء مهمتك الحزبية في دمشق، وكنتَ في أحسن مزاج وتفاؤل، ولم يخطر في بال أحد أن وداعنا لك سيكون الأخير.

رغم المخاطر، لم أتذكر أبداً أنك انقطعت عن الانتقال من طرطوس إلى دمشق وبالعكس، ورغم تذكيرنا لك بوجوب أخذ الحيطة والحذر. فقد كنت مندفعاً اندفاع الشباب في كل شيء، وكان التوازن والجدية والحرص الشديد جداً على الحزب هي الصفات الأساسية لك. لقد قضيت عمرك وزهرة شبابك وأنت تهتم بقضايا الناس، وكان التحليل الطبقي والوطني لكل الظواهر هو سلاحك الذي لم تتركه يوماً.

كنت كبيرنا الذي نحتكم إليه في كل قضية صعبة لأنك كنت الصادق الأمين، ورجل الأفكار المتوازنة التي كانت تحسم القضايا دون الدخول في صغائر الأمور، فكنت تلقي بها وراء ظهرك وتركز على جوهر المسائل وتقدم الحلول الناضجة لها.

برحيلك عنا، تفقد محافظة طرطوس، والوطن سورية، والحزب الشيوعي السوري الموحد، قامة وطنية وطبقية لم تنحنِ أبداً أمام النوائب والصعاب، ولكنك ستبقى في قلوبنا وعقولنا شعلة مضيئة ومثالاً لا يمكن نسيانه.

باسمي وباسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد وهيئة رئاسة اللجنة المركزية للحزب، نقول لك وداعاً أيها الرفيق الأمين، وسنبقى على طريقك سائرون.

العدد 1102 - 03/4/2024