وأخيراً انتهى مرسي وانتهى معه حكم الإخوان المسلمين

من يستغل الدين للوصول إلى السلطة وبأساليب مزيفة، سيتضح أنه لا يمكن الاستمرار بالنفاق والتضليل والتزوير على الشعب مهما كانت انتماءاته العرقية والطائفية والسياسية.

لقد انتهى البطش والتزوير والتشويه للحقائق والواقع المأسوي في مصر والمنطقة عامة، فمنذ استلام الإخوان المسلمين السلطة، بعد أن ركبوا والتحقوا بالحراك الشعبي الذي حدث في مصر وتونس، حاولوا بشكل مستحيل تحويل الخط السياسي الواضح لمطاليب الجماهير والأحزاب السياسية الوطنية، وتجييره لمصالح حزبية خاصة بعيدة عن مطالب الشعب الحقيقية، التي انتفض من أجلها. نعم لقد استطاع الإخوان أن يصلوا إلى السلطة، بعد تاريخ أسود حافل بالقتل والعنف والتآمر وتشويه معالم التاريخ ونضال الشعوب من أجل غد أفضل، من أجل مجتمع تقدمي علماني ومدني على مبدأ (الدين لله والوطن للجميع). لقد تآمروا على الجماهير المصرية الثائرة وتفاوضوا مع رئيس المخابرات المصري السابق عمر سليمان من تحت الطاولة ومن وراء ظهر المعارضة، وكان همهم الوحيد استلام السلطة وتثبيت برنامجهم السياسي، المرفوض من القسم الأكبر من الشعب المصري، واليوم ممكن القول من الأكثرية، بعد أن عانى هذا الشعب خلال عام من حكم الإخوان كل أشكال الفقر والتجويع والمذلة الاجتماعية والسياسية. وستكون نهاية للإخوان ليس في مصر فقط وإنما في المنطقة العربية والعالم بعد أن ثبت فشلهم وحقدهم وعهرهم السياسي المفضوح.

هنيئاً لشعب مصر، هنيئاً لأحزابه السياسية التقدمية، هنيئاً لكل الشعوب العربية المناضلة من أجل غد مشرق، ليس فيه لا كذب ولا خبث ولا تآمر، من أجل القضاء على الفقر، والعمل على النهوض والإنماء والقضاء على التخلف وتحسين مستوى المعيشة لكل طبقات الشعب، والالتزام بمبادئ الشرعية الوطنية، والرجوع إلى الصف المقاوم والممانع ضد الاستعمار الجديد وكل أنواع التطرف والإرهاب، ودعم القضية الفلسطينية العادلة، والرجوع بمصر كما كانت وكما عرفناها مصر المقاومة وقلب العروبة النابض، مصر عبد الناصر وبقية الضباط وكل الشرفاء الأحرار.

العدد 1104 - 24/4/2024