زمانها مفاجئ .. أسلوبها مختلف.. وهدفها غير واضح الحرب على غزة واحتمالات التطوير

بين كتابة هذه المادة الصحفية وبين ظهورها للقارئ زمن يسمح بتغير المعطيات المحيطة بحرب إسرائيل على غزة، فإذا لم يكن من تغير، تبقى الحالة تسبح في محيط من المجهول.

إن اختيار إسرائيل لموعد هذه الحرب يربك محاولة فهم التطورات والأهداف. بل إن الذي يجري يبدو، أو يفترض فيه على الأقل، أنه يحرج القوى الداعمة لإسرائيل وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، وإن أظهرت على استحياء -ربما- رفضاً لسلوك حماس تجاه إسرائيل وليس العكس؟

تبدو هذه الحرب عنصراً جديداً في حراك المنطقة، يعيق ويحرج الحسابات الأمريكية من ناحية قواعد التعامل الجديدة مع القوى الإسلامية، ولاسيما مع مصر في ظل قيادة الإخوان المسلمين لها، وأيضاً إلى حد ما مع الترتيبات الجديدة لمواقف حماس الماضية في الركب الإسلامي الخليجي.

فهل تمضي إسرائيل بعيداً في حربها الراهنة؟ وإلى أين؟

إذا كانت إسرائيل أرادت كشف مستوى القوة النارية، ولاسيما الصاروخية، لدى حماس والجهاد، فهل فوجئت فعلاً بما أظهرته هذه القوة من كفاءة وتطور؟ وهل هي راضية من جانب آخر عن أداء أسلحتها المقاومة للقصف الصاروخي؟. من الصعب تخيل مغامرة إسرائيلية لكشف قوة الخصم تصل إلى حدود تعريض تل أبيب والكنيست الصهيوني في القدس للخطر! ولاسيما أن رصيد إسرائيل الراهن من الانتصارات منخفض نسبياً بسبب حربيها في 2006 و2008 ضد المقاومة تحديداً. وبالتالي فإن أمر هذه المغامرة الجديدة مختلف، حتى ولو تصورنا إمكان أن تفكر إسرائيل بتجريب صِدَام مع المقاومة الفلسطينية في ظل غياب سورية المنشغلة بشؤونها الداخلية. كما أننا نستبعد أن تكون المقاومة الفلسطينية (حماس والجهاد تحديداً) هي التي بدأت التصعيد وهدفت إليه، إذ تبحث هذه القوى اليوم لها عن نصيب مهما صغر من الكعكة العربية التي يجري العمل لتوزيعها اليوم.

الواقع القائم بالشروط المحيطة به يمكن أن يمنع إسرائيل من محاولة الاجتياح البري للقطاع، لكن إذا قرر العدو الصهيوني خوض المغامرة فعلى العرب أن يتوقعوا نتائج مختلفة لهذه الحرب، قد لا تنتهي باحتلال القطاع!؟

احتلال قطاع غزة اليوم يجعل العدو الصهيوني بمواجهة سيناء مباشرة، وما تحويه سيناء من احتمالات، وبمواجهة المقاومة الفلسطينية بشكل مختلف. وبالتالي يجب أن نتوقع أن في حسابات العدو ما لم يعلن بعد، للاستفادة من الظرف الخاص في المنطقة، قبل عودة الوعي للعرب، ليدركوا أن صراع المنطقة الأول والأساسي هو الصراع العربي الإسرائيلي، لا الصراعات المذهبية والطائفية في ظل الحراك الشعبي لبناء سياسي جديد في الدول العربية.

كل الاحتمالات مفتوحة، فإلى أين يمكن أن تصل إسرائيل في عدوانها الجديد، عدا أن تترك للعرب فرصة التفكير ولو وهماً أنهم المنتصرون.

العدد 1104 - 24/4/2024