مؤسسة المياه بطرطوس همّة عالية ومتابعة يومية..!
الإحساس بالمسؤولية هو المعنى الحقيقي لكلمة مسؤول، وليس التعالي على المواطن وإغلاق الأبواب دون الاستماع إليه وتلبية حاجاته والعمل على حل مشكلاته. فالكرسي لا يدوم لأحد، كما قالوا في الأمثال: لو دامت لغيرك ما وصلت إليك. وإذا كنّا في جريدة (النور) قد تعهدنا بمتابعة شؤون المواطن وهمومه وإطلاق الصوت عالياً، لحل تلك الهموم.. فإننا اليوم أمام حالة جميلة في إحدى مؤسسات محافظة طرطوس، وبالتحديد في وحدة مياه الدريكيش. فتعالوا معنا لنتعرف على طبيعة عمل هذه الوحدة والجهد اليومي الدؤوب للعاملين فيها الذي انعكس إيجاباً على المواطن:
شكوى: أعلمنا رئيس بلدية المعمورة الأستاذ يعرب سلمان، عن وجود خلل في توزيع المياه في بعض القرى التابعة لقطاع بلدية المعمورة، وعلى الفور توجهنا إلى تلك القرى (المعمورة – بيت يوسف – عين الذهب – القليعة – بيت الخدّام)، والتقينا مع العديد من الأهالي الذين أعربوا عن خشيتهم من ازدياد فترة انقطاع المياه عن بيوتهم، خصوصاً في فصل الصيف، حين تزيد الحاجة إلى المياه. مع الإشارة إلى أننا شاهدنا بعض المساحات المزروعة بالخضار. وعند الاستفسار عن مصدر المياه لريِّ تلك المزروعات، أكد البعض أن هناك آباراً ارتوازية تستخدم لريِّها.
أحد المواطنين أسرّ لنا بأن بعض الأهالي يعمدون إلى ري مزروعاتهم بماء الشبكة، وبالفعل وأثناء الجولة، وبالتحديد في المنطقة المعروفة بمفرق (البيرة – عين الذهب)، شاهدنا أحد المواطنين ويدعى فادي إبراهيم إبراهيم يصل خرطوم الماء من الصنبور إلى البركة التي تتوسط الأرض المزروعة.
مضخات وصيانة
تروى منطقة الدريكيش من عدة مصادر، أهمها نبع الدلبة، حيث يوجد هناك محطة الضخ الأساسية التي تضخ الماء إلى الدريكيش ومنها إلى محطة بيت يوسف، ومنها إلى خزان جب رملة فتروى كل من ( المعمورة – بستان الصوج – بيت يوسف – البارة – وادي الشلّوف – المراج) بالإسالة. أما بجنة الجرد وبيت نعمان فتُروى من خزان الشيخ أحمد القارئ الذي يأتيه الضخ من محطة بيت يوسف.
في معرض رد الأستاذ هاني الجهني، رئيس وحدة مياه الدريكيش، على انقطاع الماء لعدة أيام أحياناً، أكّد لنا أن المشكلة تكمن في تعطّل مضحة ما من المضخات المذكورة.. ويتساءل الأستاذ الجهني مستغرباً عن عدم قيام أحد من المديرين السابقين في الدريكيش بالبحث عن مصدر بديل لمحطة الدلبة الأساسية، علماً أن الإمكانات كانت متوفرة في السابق.
توفير ملايين الليرات
في المنطقة الواقعة بين بجنة الجرد وقرية المعمورة وبجانب الطريق العام حفرت مؤسسة المياه بطرطوس عام 2011 بئر ماء، ولكن هذه البئر ظلت دون استثمار حتى25/5/،2013 إذ استثمرت دون صرف أي مبلغ. فقد حفر خط الضخ بطول 1100 متر من البئر إلى خزان الشيخ حسن الصويري بواسطة (باكر) المؤسسة، وأُخرجت بواري قطرها 140 مم من مستودعات المؤسسة عن طريق عمال الوحدة. ثم قامت ورشة الوحدة بإجراءات التوصيلات. وكلنا يعلم كم يوفر هذا العمل على خزينة الدولة. كانت البئر بحاجة إلى بناء محطة -كما يشرح لنا الأستاذ هاني- ولكننا جلبنا غرفة مسبقة الصنع كانت تستخدم مركزاً للجباية قبل أن ينتقل مركز الجباية إلى البريد. وجُمعت بواري حديد مسحوب من جميع وحدات المؤسسة بطول 240 متراً وقطر 5 إنشات من القدموس وبانياس وصافيتا. كما جلب الكبل من محطة بلغونس في بانياس من بئر معطلة وغير مستخدمة، إضافة إلى الغاطسة التي جلبناها من محطة نعمو الجرد في القدموس، ومن بئر ملغاة أيضاً. وقامت ورشتنا بصيانتها وتجهيزها وباستخدام رافعة المؤسسة وعناصرنا أنزلت الغاطسة والبواري، وأصبحت البئر جاهزة للاستثمار، وهكذا رويت قرية بجنة الجرد منها بمعدل يوم ضخ ويوم استراحة.
سرعة في حل المشكلة
وعدَنا الأستاذ هاني الجهني بمعالجة الموضوع بالنسبة لقريتي القليعة وبيت الخدام في فترة قصيرة، وبالفعل، بعد ثلاثة أيام اتصل بي وطلب مني ملاقاته في نهاية بجنة الجرد وبداية عين الذهب، وعندما توجهت إلى هناك وجدنا مايشبه خلية نحل، فالجميع منهمك في العمل، إذ كان هناك خطان الأول للإسالة، والآخر للضخ تم الربط بينهما بواسطة مجموعة تحويلات وسكرين، ليمكن الضخ من البئر إلى خزان الشيخ حسن الصويري لإرواء بجنة الجرد وبيت نعمان، كما يُضخ منه إلى خزان القليعة وخزان بيت الخدّام لإرواء القريتين. مع العلم أن الخط الواصل بين كل من خزان القليعة وبيت الخدام موجود اصلاً منذ عشرات السنين وكان ملغى تماماً. إن هذا العمل انعكس إيجاباً على مشروع المحيلبة الذي كان يروي القليعة وبيت الخدام سابقاً.
أعمال قيد الإنجاز السريع
هناك أعمال سنقوم بها خلال الأسبوع الحالي، تتعلق بإقامة بعض الوصلات في مناطق التوسع في الدريكيش التي ازدحمت بالسكان نتيجة الظروف. ومن هذه الوصلات:
– وصلة من شبكة بجنة الجرد إلى حارة بيت حبقة في الجهة الشرقية من قرية المعمورة، بواسطة كوادر وآليات المؤسسة.
– وصلة في حارة الطريق الشرقية من الدريكيش.
– وصلة في حارة بيت تليجة.
– وصلة في منطقة ضهر الدريكيش. وبالطبع تمت جميع هذه الوصلات والأعمال بجهود عمال الوحدة وآليات المؤسسة. علماً أن هذه الأعمال كانت في السابق تحتاج إلى كشوف تقديرية تصرف بموجب فواتير.
بئر بغزارة 70 متراً مكعباً لمزرعة
في العام الماضي كانت هناك بئر ارتوازية في محطة الشيخ نصرالفاخوري، غزارتها نحو 70 متراً مكعباً من الماء في الساعة، يصل إلى الخزان الهوائي في ضهر الدريكيش وتستفيد منه مزرعة الباسل التي لاتتجاوز عدة غرف زراعية. قامت وحدة المياه في الدريكيش بحفر خط من الخزان الهوائي إلى الخزان الأرضي بطول1900متر بواسطة باكر المؤسسة، وتم إيصال مياه البئر إلى خزان مدينة الدريكيش. كما قامت عناصر وحدة المياه بربط هذه الشبكة مع شبكة ضهر الدريكيش، وفُصلت شبكة ضهر الدريكيش عن شبكة مدينة الدريكيش، مما وفّر 1200 متر مكعب يومياً لشبكة مدينة الدريكيش. وبالتالي باتت المياه تُضخ بمعدل يومين، بينما كانت في السابق تضخ كل عشرة أيام.
كما استبدل خط الإسالة الواصل بين الخزان الأرضي في الدريكيش إلى خزان النبي زاهر وحي المزرعة على طريق عام طرطوس دريكيش من خطين 14 إنشاً إلى خط 8 إنشات بطول 250 متراً، مما خفّض زمن وصول الماء من نحو 16 ساعة إلى نصف ساعة، طبعاً دون صرف أي مبلغ.
مخالفات وجباية
تقوم شعبة القطع والوصل والضابطة العدلية بجولات ميدانية على مدى العام لضبط حالات التعدّي على الشبكة، إذ سجلت المخالفات خلال العام 2010 ماقيمته 320,325 ليرة سورية. أما في العام الماضي فبلغت قيمة المخالفات 511,72 ليرة سورية. وفي الفترة الماضية من هذا العام بلغت855,41 ليرة سورية. أما نسبة التحصيل فقد بلغت 99 بالمئة.
تعاون مثمر
طبعاً هذا العمل وهذه الجديّة والسرعة في تلبية حاجات الناس لم تكن لتتوفر لولا التعاون الدائم والاستجابة السريعة من مؤسسة المياه بطرطوس، وبالتحديد من جانب المدير العام المهندس نزار جبّور الحريص دوماً على متابعة كل شاردة وواردة فوراً.
كلمة أخيرة
عندما كنت في وحدة مياه الدريكيش استمعت لآراء بعض الإخوة المراجعين الذين عبروا عن سعادتهم بتسهيل معاملاتهم والاستجابة الفورية من رئيس الوحدة الأستاذ هاني الجهني لكل شكوى فوراً.