المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي السوري

عقد المؤتمر التاسع للحزب في دمشق ما بين 20 و23 تشرين الثاني 2002. وكان أبرز القرارات التي اعتمدها المؤتمر ما يتعلق منها بالمهام في المجال الوطني والداخلي، وبخاصة منها مايلي:

ـ تحرير الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة ومزارع شبعا.

ـ دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. وفي سبيل إيجاد تسوية سلمية تستند إلى قرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة. وتؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي حتى حدود الرابع من حزيران، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وبيوتهم، وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ـ تطوير الجبهة الوطنية التقدمية وتوسيع دورها في الحياة السياسية للبلاد.

 – تفعيل الحياة السياسية في البلاد وقوننتها، وتكريس التعددية السياسية والحزبية، وتوسيع الديمقراطية.

– تكريس سيادة القانون، ورفع حالة الطوارى، وإلغاء القوانين الاستثنائية.

– استكمال التشريعات القانونية الناظمة للحياة السياسية في البلاد بإصدار قانون للأحزاب والجمعيات.

– العمل على أن تسود لغة الحوار في التعامل مع القوى السياسية وفيما بينها، والابتعاد عن الأساليب السلطوية والإدارية، وعدم التوقيف والاعتقال على أساس الرأي.

– دعم برنامج التحديث والتطوير، والسعي لأن يجمع هذا البرنامج بين التحرير والإصلاح الاقتصادي والتكافل الاجتماعي والديمقراطية.

– تطوير مبدأ التعددية الاقتصادية، ومواصلة عملية التنمية وفقاً لخطة عامة تضعها الدولة وتشترك فيها جميع القطاعات والفعاليات الاقتصادية، تطوير قانون الضمان الاجتماعي وتضمينه الضمان الصحي والتعويض في حالة البطالة، والحفاظ على دور الدولة الرعائي، والقضاء على البطالة وتوفير فرص عمل لكل من يطلبه.

ـ إصلاح القطاع العام الاقتصادي والإدارة في الدولة، على أساس إيجاد الحلول للمصاعب والتشابكات التي يعانيها، وتجديد تجهيزاته وتحديثها، وإعطاء إدارته المرونة الكافية للعمل على أساس الاستقلال الاقتصادي في ظروف المنافسة الداخلية والخارجية.

ـ تشجيع الرأسمال المحلي والعربي على توظيف أمواله في اقتصاد البلاد، وفي عملية التنمية، والاستفادة من الرأسمال الأجنبي في العملية الاقتصادية لنقل التكنولوجيا ضمن خطة الدولة استراتيجيتها العامة.

ـ تشجيع التصدير وإزالة العقبات أمام المصدرين.

ـ مكافحة البطالة، ووضع البرنامج الخاص بذلك موضع التطبيق.

ـ زيادة أجور العاملين في الدولة وفي القطاعين العام والخاص، وتحسين ظروف معيشة المواطنين، وإيجاد آلية تربط بين الأجور والأسعار.

ـ الاهتمام بالعمل النقابي وبالنقابات العمالية، والدفاع عن وحدة الحركة النقابية وتنشيط دورها في النضال الاجتماعي والسياسي.

ـ حل أزمة السكن بتشجيع التعاونيات وتخفيض الفوائد على القروض السكنية بمختلف أنواعها.

ودعا المؤتمر التاسع للحزب في المجال العربي إلى فك الحصار عن العراق وإيقاف العقوبات الاقتصادية عليه وعودته إلى الصف العربي.

كما دعا إلى تحقيق أوسع تضامن عربي بين جميع الدول العربية في سبيل تحرير الأراضي العربية المحتلة، وفي سبيل تكوين نظام عربي متين وقادر على التعامل مع أهداف الأمة بفعالية كبيرة في ظروف الأمركة والتكتلات الكبرى في العالم، وفي سبيل إحياء المشروع القومي على أسس ديمقراطية من خلال الخيار الحر وصولاً إلى الوحدة العربية.

وأكد ضرورة النضال من أجل إحياء حركة الجماهير الشعبية العربية كي تمارس دورها كقوة ضغط على الأنظمة العربية، من أجل مواجهة جميع التحديات التي تفرضها المرحلة، والوقوف بحزم ضد المؤامرة الإمبريالية الصهيونية وضد التطبيع والشرق أوسطية، وضرورة تمتين العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية، وتشجيع إنشاء مناطق حرة بين جميع الدول العربية وصولاً إلى السوق العربية المشتركة والوحدة الاقتصادية.

وأولى المؤتمر التاسع اهتماماً خاصاً لإحياء مبادئ التضامن الأممي بين الشعوب والتضامن معها ومع الحركات المناضلة في سبيل الدفاع عن أوطانها وسيادتها. وتطوير العلاقات مع الأحزاب الشيوعية والاشتراكية وحركات التحرر الوطني والحركات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، ضد العولمة المتوحشة وأخطارها.

وأكد المؤتمر أن الاشتراكية هي هدف نضاله المستقبلي وأن نضاله اليومي يخضع لهذا الخيار، ودعا القوى التقدمية إلى العمل معاً في سبيل الوصول إلى تصور واقعي وملموس للنموذج الاشتراكي الذي يلائم وطننا ويساعد على تطوره وتقدمه. ورأى المؤتمر أن الطريق إلى بناء الاشتراكية يمر عبر عملية تطورية ومستمرة وصاعدة، تأخذ الظروف التاريخية الاجتماعية الملموسة لبلادنا بالحسبان، وأن النموذج الاشتراكي الذي نناضل من أجل تحقيقه ينبع من تقاليد بلادنا وخصائصنا الروحية وروابطها القومية، وأن للطبقة العاملة دوراً أساسياً في النضال في سبيله، وإن نضال الطبقة العاملة جزء هام وطليعي من نضال جميع الفئات الاجتماعية التي لها مصلحة في بناء الاشتراكية.

ورأى المؤتمر أن قضية الحزب لم تعد قضية هوية ومرجعية وقواعد تنظيمية. فهذه القضايا أصبحت واضحة في وثائق الحزب وممارساته، وهي تتطلب التدقيق والمراجعية كلما دعت الظروف لذلك، وسيتم ذلك على أرضية وحدة الحزب ومن خلال هيئاته. وأن القضية الأساسية في الحزب هي كيف يمكن النهوض به وزيادة فعاليته في الحياة السياسية للبلاد، وتحسين علاقاته مع الجماهير، وتوسيع صفوفه وتحسين تحالفاته ودوره في الجبهة الوطنية التقدمية وفي مختلف منظمات المجتمع مثل النقابات والجمعيات الفلاحية والنقابات المهنية، ومنظمات المجتمع المدني الأخرى. وبكلمة: كيف يمكن للحزب أن يصبح حزباً جماهيرياً؟ وأهم ما يمكن أن يستند إليه ذلك هو تطوير خطابه السياسي ليكون أكثر ملموسية وعمقاً وأكثر جاذبية للجماهير.

وبعد انتهاء أعمال المؤتمر وانتخاب هيئاته القيادية، اجتمعت اللجنة المركزية للحزب وانتخبت الرفيق يوسف الفيصل أميناً عاماً للحزب.

العدد 1104 - 24/4/2024