الثروة السمكية.. متى تصبح في متناول المواطن؟

رغم امتداد الشواطئ السورية واحتواء بلادنا على بحيرات طبيعية وصناعية، وحاجة السوريين المتزايدة للأسماك، مازال قطاع الثروة السمكية يعاني ضعفاً قديماً، وتهميشاً كان مقصوداً فيما مضى. وليس سراً أن استهلاك المواطن السوري من لحوم الأسماك هو الأقل على المستوى العالمي.

في عام 2008 صدر القانون 31 الذي أحدث الهيئة العامة للثروة السمكية، ومقرها في مدينة جبلة، وهي مؤسسة ذات طابع إداري.. لذلك انسحبت تدريجياً من العملية الإنتاجية للأسماك التسويقية، وبدأت تقوم بمهامها حسب القانون، وهي البحوث والدراسات اللازمة لتطوير وتنمية الأحياء المائية، وخاصة الثروة السمكية بالتعاون مع الجهات الأخرى، وتقديم الخبرة للمشروعات المتعلقة بالثروة السمكية.

يقول المهندس محمد زين الدين، المدير العام للهيئة:

ننفذ حالياً عدة تجارب هي:

1- وضع الأسس الناظمة لعملية الصيد بواسطة الشنشيلا.

2- تربية أسماك الكارب في الأقفاص بوزن 30-50 غرام.

3- دراسة الواقع البيولوجي لبحيرة 16 تشرين.

4- دراسة الواقع البيولوجي لبحيرة زرزر.

ونقوم بتجهيز البنية التحتية لتنفيذ تجربتين رائدتين هما:

* إنتاج الأسماك البحرية في مزرعة مصب السن.

* إنتاج الأسماك المشط الوحيد الجنس في مزرعة مصب السن.

 

المزرعة البحثية لتربية الأسماك

البحرية في مزرعة مصب السن

تجربة لإنتاج الأسماك البحرية في الأحواض، إذ ستتم بالطريقة المكثفة في الأحواض الأسمنتية، وبالطريقة نصف المكثفة بالأحواض الترابية.. وسيتم تربية أسماك القجاج والبراق في الأحواض الأسمنتية كمرحلة أولى، ولاحقاً سوف يتم تربية القريدس في الأحواض الترابية. إضافة إلى أن هذه المزرعة لها وظيفة بحثية لإجراء الأبحاث على هذه الأسماك، إذ سيتم في المرحلة الأولى استيراد الأصبعيات من تركيا أولاً، ثم سيتم إنتاجها في المزرعة. إن نجاح هذه التجربة له أهمية علمية بحثية بالدرجة الأولى. كما أنه يشجع القطاع الخاص على إنشاء مثل هذه المشاريع والاستفادة منها ومن الأبحاث التي ستُجرى على الأسماك التي ستُنتج في هذه المزرعة. إضافة إلى تأمين هذه المادة في الأسواق، وبالتالي خلق فرص استثمارية آمنة، مما يشجع الرأسمال الخاص »المستوطن والمهاجر« على الاستثمار في هذا المجال، إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة.

 

كمية الأسماك المتوقع

إنتاجها في المشروع وأنواعها

الطاقة الإنتاجية المتوقعة لهذا المشروع 125 طناً من أسماك القجاج والبراق كمرحلة أولى، وفي مرحلة لاحقة يُربّى القريدس في الأحواض الترابية »حوضان مساحة كل منهما 5000 متر مربع«.

تجربة المشط الوحيد الجنس

إن أهمية هذه التجربة تكمن في إنتاج جيل أغلبه ذكوري، ينتج عن تزاوج إناث المشط النيلي مع ذكور المشط الأزرق. ويتميز الجيل الناتج بسرعة نموه وتحويله الجيد للعلف المقدم له إلى لحم، وينتج عن ذلك توفير في الأعلاف والوقت.

جُهّزت الأحواض الخاصة بإنتاج هذا النوع من الأسماك، إذ سيتم تأمين ذكور المشط الأزرق عن طريق انتخابها من مزرعة مصب السن، أما إناث المشط النيلي فستستورد من جمهورية مصر العربية. وقد راسلنا الجانب المصري فأبدى موافقته على بيعنا الكمية المطلوبة من الأمات المذكورة أعلاه.

إضافة إلى ما سبق، فإن المزرعة مستمرة بأعمالها المعتادة في بقية الأحواض، من حيث إنتاج أسماك المشط وأصبعيات الكارب. وقد أجريت الصيانات اللازمة للأحواض وإزالة الأعشاب وتجهيز الطرق ضمن المزرعة وصيانة السور الخارجي للمزرعة.

 

تجربة الشنشيلا

مدة التجربة عام واحد، مع إمكان تمديدها عاماً آخر. وقد بُدئ بها منذ عدة أشهر، فأخذت القراءات والإحصائيات اللازمة للأنواع السمكية التي تُصاد بواسطتها. أما بقية التجارب فقد عُقدت عدة اجتماعات حولها، وسيُبدأ بها في بداية العام القادم.

بعد جهود الهيئة العامة للثروة السمكية، هل ستتحسن خريطة استثمار هذه الثروة؟ وهل سيشعر المواطن السوري بالفارق بين الأمس وغداً؟ وهل سيستهلك نسبة أعلى من لحوم الأسماك؟

»النور« ترجو ذلك.. فقد تأخرنا كثيراً.

العدد 1102 - 03/4/2024