مكسب هام للصناعيين.. متى دور الفئات الشعبية؟

 المرسوم رقم 172 لعام 2017 الذي خفض الرسوم الجمركية على استيراد المواد الأولية، ومدخلات إنتاج الصناعة السورية بنسبة 50%، جاء في الوقت المناسب تماماً، إذ تتوفر اليوم حالة من الأمان في المدن الرئيسية،
قادت إليها إنجازات جيشنا الوطني في مواجهته للإرهاب، والجهود السلمية الروسية التي تجلت في توقف الأعمال القتالية، وإقامة أربع مناطق لتخفيف التصعيد في البلاد، وهذا ما يخلق مناخاً ملائماً لإطلاق المبادرات الحكومية، الهادفة إلى البدء بإعادة إنهاض قطاعات الإنتاج الوطني، العامة والخاصة،
وتوفير فرص عمل جديدة لمحتاجيها، ممّا سيؤدي في حال تكاملت هذه المبادرات، إلى عودة الدورة الاقتصادية إلى عملها الطبيعي.

إن هذا المرسوم يعدّ مكسباً كبيراً للمنتجين السوريين، سيساعدهم على تلبية الطلب في السوق السورية، وتصدير منتجاتهم إلى الأسواق الخارجية بأسعار منافسة، صحيح أنه سيؤدي إلى تراجع الإيرادات العامة الناجم عن تخفيض الرسوم،
لكن في المحصلة النهائية سيجري تدارك هذا النقص من خلال الإيرادات الناجمة عن عائدات التصدير، وزيادة حصيلة الضرائب المباشرة على أرباح المنتجين والمصدرين.

إن تلبية متطلبات المرحلة الراهنة بدأت مع صدور هذا المرسوم، الذي توجّه إلى قطاع الصناعة، لكننا نرى من الأهمية بمكان، وتزامناً مع صدور هذا المرسوم، تلبية متطلبات القطاعات الأخرى كالزراعة على سبيل المثال،
فهي الضامن الرئيسي لأمننا الغذائي، واستقلال قرارنا الوطني، كذلك ننتظر تلبية مطالب الفئات الشعبية من عمال، وصغار المزارعين، والمثقفين، وجميع العاملين بزنودهم وعقولهم، فهم من تحمّلوا أكثر من غيرهم عبء الأزمة، وغزو الإرهاب، ووقفوا بصدق وإخلاص نادرَين وراء جيشنا الوطني في مرحلة صعبة، وهم من تأذّوا أكثر من غيرهم نتيجة لتداعيات السنوات السبع.

كل مكسب تناله الطبقة العاملة وبقية الفئات الشعبية سينعكس إيجاباً، بشكل أو بآخر، على صمود بلادنا، وتدعيم اقتصادنا، وإنجاح الجهود الدولية والداخلية لحل أزمة بلادنا.

هنيئاً للمنتجين السوريين، ونأمل أن نوجّه التهنئة قريباً إلى خالقي جميع القيم والثروات.

العدد 1102 - 03/4/2024