جيشنا يوسّع انتصاراته في البادية، الأمريكيون يهددون، وأردوغان يحضّر لعدوان جديد

 الجميع يدرك تماماً أن الولايات المتحدة لم تكن يوماً بحاجة إلى تبرير منطقي لتدخّلها العسكري في أي بلد من البلدان، وفي كل مرة مارست فيها استخدام قوتها العسكرية، تأتي الحصيلة، التي كثيراً ما تفسّر بعد سنوات من العدوان، خذلاناً للولايات المتحدة وانتصاراً للشعوب التي وقفت صامدة ضد مخططاتها الاستعمارية.

تدخّل الأمريكيين في الأزمة السورية مر بمراحل بدأت بحشد (الثائرين)، لكنها انتهت بعد افتضاح مخططها لشرق أوسط جديد، بإرسال السلاح والقوات العسكرية بهدف تعقيد المسألة السورية، ومسك مفاتيح حلها، وفق مصالحها المعادية لتطلعات الشعب السوري والداعمة بشكل رئيس لمصالح الكيان الصهيوني والرجعية العربية.

تهديدات الأمريكيين وفق (النسخة) الجديدة تنصبّ على تحذير من أي استخدام (آتٍ) للأسلحة الكيميائية، أي بمعنى آخر تهديد على (النيّة)، تهديد احتار مسؤولو الخارجية والبنتاغون في تفسيره وشرحه لوسائل الإعلام، وكان ردّهم: اذهبوا إلى البيت الأبيض واسألوا من أصدر هذه التحذيرات!

هل وصل السخف باستراتيجيي الإدارة الأمريكية إلى المستوى الذي يتنافى مع منطق طفل سوري صغير شاهد بأم عينيه كيف توضع (الحقائق) البديلة، والفيديوهات السخيفة والأوامر الصادرة بتهيئة المسارح لعمليات قادمة؟

أردوغان الحانق على خطط الأمريكيين باجتياح الرقة بالتعاون مع حلفائهم، يطلق هو الآخر تهديداته..
 فوعود الأمريكيين لأردوغان بسحب سلاح الحلفاء بعد تحرير الرقة اعتبره السلطان (ضحك على الذقون)، وهو يهدد بعملية عسكرية لاحتلال عفرين، بمساندة 20 ألفاً من الميليشيات السورية الحليفة له، لقطع الطريق أمام تفرد الأمريكيين بوضع خريطة للمناطق المحاذية للحدود التركية.
 لكن ما يثير الاستغراب، وربما الألم، أن بعض السوريين مازالوا يعتقدون أن نيل الحقوق يمر عبر التحالف مع أعداء الشعب السوري الأمريكيين والأتراك!

جيشنا الوطني يتابع تحرير المزيد من المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين في جميع المناطق، وتتوغل القوات المسلحة السورية عميقاً في البادية السورية، وتستعيد آبار النفط والغاز، وتردّ الدواعش على أعقابهم في محاولاتهم التمدد في دير الزور، وتكبّد الإرهابيين خسائر مؤلمة في الجنوب، رغم دعم الكيان الصهيوني لهؤلاء الإرهابيين.

الوضع الميداني سيكون حاضراً في لقاء (أستانا) القادم، وحسب تصريحات المسؤولين الروس والوسيط الأممي سيجري التركيز في هذا اللقاء على ترسيم مناطق تخفيف التصعيد، كمرحلة في طريق الحل السلمي للأزمة السورية.

الشعب السوري مازال يطمح إلى نجاح المساعي السلمية، لكنه أمام التعقيدات التي تضعها قوى التحالف المعادي لسورية سيظل واقفاً على المتاريس خلف جيشه الوطني، وهو مصرٌّ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وعلى طرد الإرهابيين من كل شبر من الأراضي السورية،
 لكنه في الوقت ذاته يطالب حكومته بالانحياز إلى مصالحه وتخفيف معاناته التي يسبب الكثير منها أمراءُ الحرب والمتحكّمون بلقمته ودفئه ودوائه، ومافيات الفساد التي تبتدع أساليب جديدة في تكديس المليارات!
 وهنا نسأل وزارة الصحة:
كيف توافق على رفع سعر علبة الإسبرين الواحدة (عيار 81) من 200 ليرة إلى 650 ليرة لشركة واحدة من شركات تصنيع الدواء؟!
 ولماذا تراجعت مواصفات الخبز الذي يعدّ الغذاء الرئيسي لشعبنا؟ ومَن يتحكّم بأسعار المواد في أسواق الجملة؟ ونقولها للمرة الألف:
ادعموا المطالب المعيشية لجماهير الشعب السوري، وحاصِروا الفساد كي تدعموا صمود سورية في وجه الإرهاب، ولضمان وحدتها أرضاً وشعباً.

العدد 1102 - 03/4/2024