بتنا برسم البيع مع …

بتنا برسم البيع مع التخفيضات
#العدد825 #بقلم_وعد_حسون_نصر #جريدة_النور

حالنا نحن البشر، في زمن الحروب والفقر، حال من أضحوا تجارة رائجة كأي سلعة دونما تردّد في تخفيض السعر أحياناً.
طبعاً الاتجار بالبشر قديم قدم الجنس البشري على الأرض، وبأشكال مختلفة، مثل استغلالهم بالعمل لساعات طويلة وبأجر قليل، ولا يغيب عن أحد الاستغلال الجنسي الذي يُعتبر من أبشع أنواع الاتجار بالبشر، إذ يتمُّ استغلال الفتيات وخاصة صغيرات السن والجميلات مقابل المال، لتكنّ أداة للمتعة يمارس على جسدها شتى أنواع القذرات مقابل مبلغ مادي كتعويض عمّا سببه هذا العمل الشنيع من قهر في نفوس أولئك الفتيات، وخاصة من أُجبرت وأُرغمت من قبل الآخرين على فعل هذا، لتحظى آخر الليل بوجبة طعام وفراش للنوم تحت سقف بيت بعد أن تهدّم بيتها في الحرب وضاعت أسرتها بالهجرة أو غيّبها الموت. ولا يمكن أن نتجاهل الرجال الذين يُستَغلون جنسياً سواء من أمثالهم الرجال الذين يرغبون بهذا الأمر مع أقرانهم من الجنس نفسه وطبعاً مقابل المال مستغلين الظروف الصعبة. وهناك بعض النساء الطاعنات في السن ممّن يستغللن فتيات في أوج العمر مستغلات ظروف القهر لمن هم في سن الدراسة الجامعية وبحاجة إلى المال والعمل مقابل استغلالهم جنسياً. ولا يغيب عنّا الطفل واستغلاله هو الأشد خطورة عندما تستغله بعض المحطات القذرة ويزج في أفلام إباحية ليكون مادة للعرض، ويا له من منظر قاتل للطفولة والبراءة وخاصة في نفوس أطفالنا.
فالاتجار بالبشر يتمثّل بالاستغلال الجنسي واستغلال أرباب العمل للعمال بأجر قليل وساعات طويلة، كذلك تجارة الأعضاء وخاصة في الحروب والأزمات، وهنا لا فرق بين صغير أو كبير، أنثى أو ذكر، المهم قلب سليم وكلية سليمة وعين بصيرة، وهذا ما راج في الآونة الأخير في سنوات الحرب بسورية، لتكون أجسادنا متفرقة في دول الجوار برسم البيع والسمسرة على جسد فتي سليم.
هو ذا حال الشعب السوري في حرب جعلت منه مادة للبيع في سوق النخاسة، ولم ينسوا أن يصدروه أشلاء إلى دول الجوار. وبالرغم من قدم عهد تجارة البشر، لكن لم يُرحم الشعب السوري خلال سنوات حرب شرسة جعلت من أجساد أفراده لقمة سائغة للمتعة وسلعة سليمة وطازجة للبيع والشراء، وغاب عن أهل التحريم أن يُحرّموا قهرنا، بنشرنا مع السعر على شبكات البيع والشراء لكلية سليمة وقلب نابض بمبلغ كذا، وفتاة جميلة بجسد رشيق لتقضي ليلتك الحمراء بسعر رائع، وطفل يتحمّل العمل لساعات طويلة مقابل المنامة والطعام، ورجل كهل يتحمّل مشقات العمل والصعود على السلالم لتلبية متطلبات نزلاء البناء مقابل أجرة المنزل، وسيدة قادرة على العمل لفترات طويلة مقابل(سكبة) طعام لأطفال جياع، ليكون حالنا في الحرب مثل أي شيء يُسعّر مع الاحتفاظ فقط بكلمة إنسان ومواطن سوري!

العدد 1104 - 24/4/2024