الجيش والشعب في خندق المواجهة

يحشد المسلحون قواهم على تعدد تنظيماتهم في جنوب سورية وشمالها.. وكل يوم يطلقون التبريكات على جحافلهم المزينة بالتسميات التاريخية،ويخرجونها من غابر التاريخ ويشكلون تحالفاتهم المبنية على هشاشة إيديولوجية دينية متخلفة.. يختلفون ويتقاتلون ويقطعون الرؤوس والأعناق ويحتفلون بتنفيذ المجازر.. وترسم دماء الأبرياء على أكفّهم خطوط العار الأبدي المكتوبة بأقلام التكفير والظلامية.

لم يكترث آل سعود بفضائح (ويكيليكس) التي يقدَّر عددها بنصف مليون وثيقة مرصودة،تكشف المخطط الرجعي المحبوك سياسياً مع السيد الأمريكي والعملاء في لبنان والمنطقة، مقابل الهبات التي يقدمونها وملايين الدولارات وصفقات الخيانات الموجهة إلى سورية وجيشها وشعبها، فهناك أكثر من 200 وثيقة تشير إلى عدد هائل من ضباط المخابرات السعوديين والعملاء الخارجيين والأمنيين الذين يرسلون إلى بلاد أجنبية سراً تحت مسمَّى دبلوماسي.

وحاول زعماء البيت الأبيض بدماء باردة، أن يصمّوا آذانهم عن تصريحات (هولاند) والساسة الفرنسيين الاحتجاجية على (سياسة التنصت) على محادثاتهم، علماً أن البيت الأبيض نسي أنه وقع في مواجهة مع ألمانيا عام 2013 عندما قدمت ويكيليكس خمس وثائق بين أعوام 2000 و2012 لتهب عليها اليوم العاصفة الفرنسية، وتبيّن للعالم أن الولايات المتحدة تنهج دائماً سياسة الخيانة ولها استراتيجيتها التي لا تحيد عنها.. هكذا يتحدث تاريخها الأسود وسياستها الموجهة ضد الشعوب.

اليوم والعالم يعوّل الكثير على توقيع الاتفاق النووي بين الدول الأوربية الست وإيران. وقد صرح مسؤول أمريكي بأن وثيقة ستصدر عن اجتماع (فيينا) في 30 حزيران تتألف من 40 إلى 50 صفحة، تتضمن جدول زمني لرفع العقوبات. أما القضايا الحساسة الهاجسية التي ما تزال ماثلة في الذاكرة، فهي إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة وما هو مطلوب من إيران تنفيذه، هو تقليص مخزون اليورانيوم الإيراني، وكذلك أبحاث تطوير جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي.ويكشف الملك الأردني ومخابراته القناع عن وجوههم، وعن ما حيك ويحاك منذ أعوام في غرف العمليات السرية في الأردن وتركيا ضد شعبنا وجيشنا.. هذا على حدود سورية الجنوبية. أما على الحدود الشمالية، فقد خسر أردوغان وحزب العدالة والتنمية السلطة المطلقة، وتحطَّمت طموحات الإمبراطور العثماني الجديد، فقد كانت خسارته في الانتخابات كبيرة، وهو اليوم يزداد قلقاً بعد سيطرة الأكراد على تل أبيض (المدينة الحدودية)، وفقدان معبر (مرشد نينار) باعتباره الطريق الذي  يسهل مرور الإرهابيين والأجانب وتهريب النفط والآثار.

لقد كانت الأيام الماضية صعبة وقاسية، فالمعارك شرسة في حوران والحسكة من جهة. وفي المقابل فقد تصدَّى الجيش السوري والدفاع الوطني والمتطوعين من المواطنين ببسالة.

ويقف الجيش والشعب في خندق واحد في مواجهة الأعداء الظلاميين، في الوقت الذي يزداد الطلب على إحياء المقاومة الشعبية والجيش الشعبي، وتشكيل أفواج الدفاع الوطني في جميع المدن والبلدات والقرى.

إن ما أطلق عليه اسم (عاصفة الجنوب) وتشكيل جبهة من عشرات التنظيمات المسلحة رغم التباينات المفصلية والخلافات العميقة بين هذه التنظيمات، إلاّ أن الهدف واحد من أجل تحقيق:

1 -السيطرة على مدينة درعا.

2 -قطع الطريق الدولي مع دمشق عند بلدة (خربة غزالة).

أما الهجوم على الحسكة واستعادة السيطرة على عين العرب، فأراد (داعش) أن يثبت للتحالف الأمريكي الذي يدعم الأكراد والجيش الحر، أن خطة الولايات المتحدة وحلفاءها فاشلة، وأنها أعادت الوضع كما كان عليه في السابق.. وأفشل (داعش) أيضاً خطة الأكراد بإقامة الحكم الإداري الذاتي في تلك المناطق القريبة من الحدود التركية.

وأكد المسؤولون الروس أن موقف روسيا لن يتغير بالنسبة لسورية، والمساعي السياسية والدبلوماسية مستمرة في إيجاد الحل السياسي للأزمة السورية. وأن موسكو2أكثر واقعية سياسية وتفهماً وتوافقاً بين المعارضة الوطنية والحكومة السورية،وتشكل ركيزة رئيسة ل موسكو3.

ويبدو أن هناك ضوءاً أخضر في اللقاء المزمع عقده بين (سورية وإيران والعراق)في بغداد. وأن نتائج إيجابية واعدة ستنتج عن هذا اللقاء في مكافحة الإرهاب والتصدي للإرهابيين ومطاردتهم أينما كانوا.

إن التحالف السوري – الإيراني – العراقي – والمقاومة الوطنية اللبنانية، هو القوة التي توقف المد الإرهابي الوهابي السعودي، والإخواني التركي، وهو الذي يضعف دور (النصرة) القطرية..!؟

العدد 1104 - 24/4/2024